معظم الدراسات إلى أن فترة العشرينات من عمر المرأة هي الفترة المثلى للحمل
وأقل خطر ومضاعفات فمثلاً الحمل عند المراهقات اللاتي أعمارهن أقل من 16
سنة هو أكثر خطورة نسبياً وذلك لزيادة حدوث التسمم الحملي الذي يشكل خطورة
على الأم والجنين وأحياناً ضيق الحوض الذي قد يؤدي إلى حدوث عملية قيصرية..
طبعاً بالإضافة إلى نقص التغذية ونقص الوعي لأهمية متابعة الحمل منذ
البداية.. أما السيدات اللاتي تجاوزن سن 35 سنة فعلى الأغلب يكن سيدات
يشكون من مرض السكري أو فقر الدم أو ارتفاع الضغط الشرياني وأمراض قلبية
بالإضافة إلى السمنة وزيادة الوزن واحتمال الإصابة بالجلطات والتهاب الوريد
الخثري العميق وهذه المضاعفات تؤدي إلى تشوهات الجنين ونقص نموه.
فالقاعدة هي أن نسبة وفيات الأمهات والأجنة خلال الحمل تزداد بشكل كبير عند
السيدات الحوامل اللاتي أعمارهن أكثر من 40 سنة (عشر أضعاف) ونسبة
التشوهات الجنينية (الكروموزومية) تزداد بشكل مضطرد مع تقدم عمر السيدة
الحامل. فمثلاً إذا كان عمر السيدة الحامل 20 سنة فإن نسبة حدوث ولادة طفل
مصاب بمتلازمة داون (المنغولية) هو 1 لكل 1500 ولادة، وإن كان عمرها 40 سنة
فالنسبة هي 1 لكل 100، أما إن كان عمرها 44 سنة فالنسبة هي 1 لكل 35.
ولقد وجد أيضاً أن نسبة حدوث الإجهاضات (الإسقاطات) العفوية تزيد عند
السيدات اللاتي تجاوزن 35 سنة وكذلك نسبة حدوث الولادة المبكرة ونسبة
العمليات القيصرية. مما سبق، فإننا ننصح أن يكون الحمل خلال العشرينات. ولا
شك أن تغير الظروف الاجتماعية وارتباط المرأة بعملها وزيادة طموحاتها
الكثيرة وتأخر سن الزواج نسبياً كلها عوامل جعلت زيادة النساء الحوامل
اللاتي أعمارهن متأخرة أكثر نسبياً.
ونشكر الله أن التقنية الحديثة والتطور الكبير والخبرات العظيمة عند الكثير
من الأطباء ساهمت كثيراً في حمل سليم معافى حتى في السنين المتأخرة من عمر
المرأة. ولهذا فإننا نؤكد أنه لا يوجد ما يمنع تماماً من حدوث الحمل في سن
متأخر. ولكن بشرط المتابعة الدقيقة والمبكرة للحمل، والأخذ بالاعتبار جميع
المضاعفات التي قد تنتج في سن متأخر والتنبه لها بجدية.