ما يأكله الشخص أو يتناوله من علاج قبل التبرع بالدم قد يؤثر في حياة المرضى الذين ينقل إليهم هذا الدم. هذا ما توصل إليه علماء بهولندا مؤخراً إثر عملية نقل دم كادت أن تودي بحياة طفل في السادسة من عمره.
في تقرير نشر مؤخراً بجريدة نيو انغلند الطبية أشار أطباء هولنديون أن طفلا في السادسة من عمره نقل إليه دم كجزء من علاجه من مرض اللوكيميا الليمفاوية الحاد فإذا به يعاني حساسية حادة ظهرت في شكل طفح جلدي وانخفاض في ضغط الدم والعرق وصعوبة في التنفس مما استلزم نقله للعناية المركزة لإنعاشه.
وللمصادفة أبلغت الأم الأطباء أن ابنها عانى مثل تلك الأعراض سابقاً عندما تناول المكسرات لأول مرة عندما كان عمره عاما. هنالك عاد الأطباء للبحث عن المتبرعين في الفترة السابقة للحدث فتبين أن ثلاثة منهم تناولوا المكسرات أثناء مشاهدة مباراة كرة قدم بالتلفاز الليلة التي سبقت تبرعهم بالدم. وأحد هؤلاء الشباب تبرع بالبلازما للطفل المريض.
ويفسر الباحثون حدوث هذه الظاهرة لأن مولد حساسية المكسرات يقاوم الهضم ويخلق نوعا من البروتين يصل إلى الدم ويبقى به لمدة 24 ساعة.
ويعلق د.جوانث جاكوب من مركز Nijmegen الطبي بجامعة Radboud بهولندا قائلاً إنها المرة الأولى التي تسجل فيه مثل تلك الحالات التي نوقشت نظرياً عام 2003.
"ربما تكون هناك حالات مماثلة لم يتم تفسيرها أو تسجيلها من قبل". حذر جاكون مضيفاً: "يجب أن نقوم بتحليل مثل تلك الحالات عند حدوثها وتسجيلها. كما يجب أن نعلم الرأي العام بمثل تلك الظاهرة لتوخي الحذر لما نأكل قبل التبرع بالدم".
ويتفق مع هذا الرأي د.دان واكسمان رئيس مراكز الدم بأمريكا ويرى ضرورة الحاجة لتسجيل مثل تلك الحالات التي لا يجب النظر إليها كأمور نادرة الحدوث. ما يقلق حقاً ويجب على مختلف بنوك الدم أن تعيه هو حساسية المرضى لبعض العقاقير مثل البنسلين مثلاً.