خلصت دراسة ألمانية إلى فعالية استخدام الكلاب البوليسية للكشف عن سرطان الرئة.
وقال الباحثون في الدراسة التي نشرتها المجلة الاوروبية للأمراض التنفسية، إن الكلاب المدربة تمكنت من اكتشاف أورام لدى 71 ٪ من المرضى.
لكن العلماء لم يتوصلوا إلى المادة الكيماوية التي يكتشفها الكلاب، لذلك يلفتون الى الحاجة لتطوير برنامج فحص. وقال معهد بحوث السرطان في المملكة المتحدة إن الطريق "ما زال طويلاً" أمام ذلك.
وقد تبلور أول تصور لقدرة الكلاب على "شم" وجود السرطان عام 1989، ومنذ ذلك الحين توالت الدراسات التي أظهرت أن الكلاب يمكنها الكشف عن بعض السرطانات، كسرطانات الجلد والأمعاء والمثانة والثدي.
ويعتقد أن الأورام تنتج "مواد كيماوية متطايرة" يمكن للكلاب كشفها.
ودرّب الباحثون أربع كلاب: اثنان من كلاب شيبرد الألمانية وآخر أسترالي، ورابع من فصيلة لابرادور، للكشف عن سرطان الرئة.
وتم اختبار ثلاث مجموعات من المرضى تتكون من 110 أشخاص أصحاء، و60 يعانون من سرطان الرئة و50 يعانون من مرض انسداد الشعب الهوائية المزمن وضيق في الشعب الهوائية في الرئتين.
تنفس الجميع في أنبوب صوفي يستوعب الروائح، ثم شمّت الكلاب الأنابيب وجلست أمام تلك التي كشفت اصابة أصحابها بسرطان الرئة، وأصابت الكلاب بنسبة 71 ٪ من الوقت.
ووجد الباحثون أن الكلاب لم تختلط لديها المواد الكيماوية المرتبطة بأمراض الانسداد الرئوي المزمن أو التدخين.
وقال كاتب التقرير الدكتور تورستن والاس، وهو من مستشفى تشيللرهوو: "يبدو أن زفير المرضى المصابين بسرطان الرئة يحتوي على مواد كيماوية تختلف عن عينات التنفس الطبيعي، وحاسة الشم لدى الكلاب قادرة على الكشف عن هذا الاختلاف في مرحلة مبكرة من المرض".
وأضاف: "نتائجنا تؤكد وجود علامة دائمة لسرطان الرئة، وهذه خطوة كبيرة الى الامام".
لكن الباحثين لفتوا الى انه "لسوء الحظ ، لا يمكن للكلاب الإبلاغ عن المادة الكيماوية الحيوية لرائحة السرطان."
وتقول الدكتورة لورا مكالوم، مسؤولة المعلومات العلمية في معهد بحوث السرطان في المملكة المتحدة: "رغم أن هناك بعض الدراسات المثيرة للاهتمام التي توحي بأن الكلاب قد تكون قادرة على شم السرطان في بعض الحالات، إلا أن الطريق أمامنا ما زال طويلاً لمعرفة الجزيئات ذات الرائحة السرطانية " التي تشمها الكلاب، وما اذا كانت هذه الدراسات دقيقة".
ولفتت مكالوم الى انه "من الصعب للغاية استخدام الكلاب في العيادة، لذلك فإن مزيداً من البحوث ستجري لمعرفة المزيد عن هذه الجزيئات الصادرة عن الأورام، وما اذا كان بإمكان أجهزة كـ"أنوف الكترونية "من شأنها المساعدة في التعرف عليها".